فيوليت داغر: النظام يشن حربًا نفسية على المتظاهرين
الإسكندرية- محمد مدني:
حذَّرت فيوليت داغر رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان من حربٍ نفسيةٍ يشنها النظام المترنح ضد الشعب المصري والمتظاهرين، والتي من أشهرها ما سُمِّي بمخطط القضاء على ميدان التحرير، وحملات التخويف المتلاحقة.
وأكدت- في تصريحٍ لـ(إخوان أون لاين) من مقر إقامتها بالإسكندرية- أن هذه الإجراءات والممارسات تصرفٌ متوقعٌ من نظامٍ مهدد بالمحاكمة لما اقترفه في حق المواطنين، بعدما ازدادوا بأسًا وقوةً وقالت: هذا أمر طبيعي من المواطنين؛ لأن الحقوق تُنتزع وليست هبةً من الحكام الذين اعتادوا الاعتداء على حق المواطنين.
ووصفت داغر الوضع الحالي في مصر بأنه رغم ما يعانيه من بعض الفوضى إلا أنه أفضل بكثيرٍ من الوضع الذي كانت عليه مصر قبل هذه التظاهرات والموجة القوية من الاحتجاجات، معتبرةً أن أي حراكٍ سياسي في العالم له ثمن، خاصةً حينما يكون ناشئًا عن صراعٍ بين إرادات متناقضة كما هو الحال في مصر.
وتابعت: الصراعات من هذا النوع تستحق التضحيات، لكنها في نفس الوقت لا تستحق كل هذا الكم من الضحايا والانتهاكات التي حدثت في مصر، مضيفةً: يجب التـأكيد على أن هذا النظام يجب أن يتغير كله وليس أشخاصه فقط؛ لأن وجود نفس الشخصيات ونفس السياسات يؤدي إلى تكرار هذه الانتهاكات مرةً أخرى بل يؤدي إلى تصاعدها.
وقالت: إن الحرب التي تشنها أجهزة الإعلام المصري وبعض رموز النظام الحالي على الإخوان ليست جديدة، وإنما منذ زمن بعيد وحتى الآن، "وللأسف تلقى في بعض الأحيان تأييدًا مما يُسمَّى النظام العالمي الغربي الذي يسعى إلى إيجاد فوضى في العالم العربي وجماعة مثل الإخوان بحجمها وتواجدها تشكل خطرًا على مصالحهم في المنطقة".
وأشارت إلى أن النظام حرص على تشويه صورة الإخوان أمام الغرب وإفقادها التأييد واتهامها بأنها جماعة إرهابية؛ لأنها تخيف الأنظمة الحاكمة في مصر، ويمكن أن تنازعهم السلطة وإن لم تفعل ذلك، وأضافت: بعض هؤلاء في الغرب الذين أرادوا أن يقولوا أن الإسلام هو العدو استغلوا هذه التصريحات حول الإخوان لارتباطهم بالإسلام ارتباطًا وثيقًا، ولا شك أن الكيان الصهيوني يستهدف ذلك لمحاولة القضاء على حركة حماس التي تعتبر امتدادًا لجماعة الإخوان، والتي تعتبر الفصيل الذي يعرقل مشروعه الاستيطاني والاستعماري.
وكشفت داغر أنها تعرَّضت ومجموعة من الحقوقيين عند دخولهم مصر منذ يومين في مطار القاهرة لمضايقات شديدة بغرض عدم إدخالهم إلى البلاد، موضحةً أن أحد الجهات التي تعاملت معهم في المطار أكدت أنها ستتابعهم وتراقب تحركاتهم في مصر حتى يرحلوا عنها.
وكانت "داغر" ومجموعة من الحقوقيين الدوليين وصلوا إلى الإسكندرية صباح اليوم بعد قضاء أيام في ميدان التحرير لتوثيق أحداث الانتهاكات في مصر التي حدثت منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وقالت: مهمتنا هي أن نعرف حقيقة ما يجري في مصر، وأن نُعرِّف الرأي العام العالمي ما يجري عبر الإعلام والمؤسسات والمتابعة، وكذلك الملاحقة لمَن ارتكب هذه الجرائم لعدم الإفلات من العقاب.
المفضلات