قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وإن أعظم وعاء حفظ فيه كتاب الله تبارك وتعالى هي العربية، ولم يدمر الديانات التي سبقت إلا ضياع

كتبها عن لغاتها الأصلية التي أنزل الله بها كتبه، بل اجمع العلماء بحرمة ترجمة القرآن الكريم نصيا، ولم يجيزوا سوى ترجمة معانيه، فكما أن للقرآن حرمته، فللعربية حرمتها العرفية، وكما أن الاعتداء على القرآن يكون بالتحريف فكذلك الاعداء على العربية بالتحريف.
كأن أقلب كلمة سأقول لك إلى حقولك ثم تتحول إلى هقولك, ولا أدري من أين أتت هذه الهاء.
أو كقلب عكاظ إلى عُكاز.
أو قلب رجال إلى ريال.
أو قلب قاموس إلى جاموس.
بل أصبح الانسان إذا أراد أن يصف أناقة أخيه اتهمه من حيث لا يدري بالدياثة وأنه لا يغار على أهله، فيقول له "كاشخ" قال العلامة ابن منظور " الكَشْخانُ الدَّيُّوث". والديوث كما تعلمون هو الذي يرضى الفاحشة في أهله.
وأفسد أبناء الهجين والمخس اللساني العربية وادخلوا فيها ما ليس منها والبركة في السينما الفاسدة.
التخت سموها سرير بينما هي فارسية وتعني خزانة الملابس.
البهلول لقب يطلقونه على المجنون والمخبول بينما أجدادنا العرب قالوا "والبُهْلول العزيز الجامع لكل خير والبُهْلُول الحَييُّ الكريم".
الروش الجميل بينما هي من أسماء الثعلب.
واطلقوا كلمة زغردة على المرأة التي تخرج صوتا بلسانها يشبه الولولة، بينما في لسان العرب هو "هدير يردده الفحل" تخيلوا التناقض بين استخدامها في الماضي واستخدامها الآن.
وأما كلمة "خول" التي جاءت بمفردات رائعة في العربية كمعنى الخال والأخ والعبد والأمة وتأتي بمعنى النعمة التي يمن الله بها على عبده، والخولي الراعي على المال والراعي على الناس والراعي على الابل، والتخول التعهد كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من كونه يتخول المؤمنين بالموعظة.
وعندنا في الامارات مثل هذه الآفة، فنسمي المتفرج الصغير الذي يشبه الداينميات والذي يلعب به الاطفال "الشلق" بينما معناه بعيد تماما في العربية،

ومن النكات الطريفة التي أخبرني بها أحد الأخوة المصريين أن طالبا في بداية العام الدراسي سأله المدرس "ما اسمك يا بني"
فقال الولد "آسم (قاسم)"
قال المدرس: قل قاسم.
قال الولد "آسم"
قال المدرس: قل قاسم.
قال الولد "قاسم"
ثم توجه المدرس للطالب الذي بعده وكان اسمه أحمد فسأله "ما اسمك يا بني"
قال الولد "قحمد".
وهذه هي حالتنا بين آسم وقحمد.

وتضيع القيمة التي تجمعنا، الإماراتي يتكلم بلهجته، والعماني يتكلم بلهجته والعراقي يتكلم بلهجته والأردني يتكلم بلهجته والمصري يتكلم بلهجته والمغربي يتكلم بلهجته، والسوداني يتكلم بلهجته، فإذا جلست بينهم ظننت نفسك تسمع مخابيلا يتكلمون.

قال الامام مالك: من تكلم في مسجدنا بغير العربية أخرج منه.

قال شيخ الاسلام:
(فمعرفة العربية التي خوطبنا بها مما يعين على أن نفقه مراد الله ورسوله بكلامه).

وقال رحمه الله:
فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي ؛ ونصلح الألسن المائلة عنه ؛ فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة ؛ والاقتداء بالعرب في خطابها . فلو ترك الناس على لحنهم كان نقصا وعيبا ؛ فكيف إذا جاء قوم إلى الألسنة العربية المستقيمة والأوزان القويمة : فأفسدوها بمثل هذه المفردات والأوزان المفسدة للسان الناقلة عن العربية العرباء إلى أنواع الهذيان ؛ الذي لا يهذي به إلا قوم من الأعاجم الطماطم الصميان".

قال ابن عثيمين رحمه الله:
رأينا في تعلم اللغة الإنجليزية وسيلة لاشك، وتكون وسيلة طيبة إذا كانت لأهداف طيبة، وتكون رديئة إذا كانت لأهداف رديئة، لكن الشيء الذي يجب اجتنابه أن تتخذ بديلاً عن، اللغة العربية، فإن هذا لا يجوز، وقد سمعنا بعض السفهاء يتكلم بها بدلاً من اللغة العربية، حتى إن بعض السفهاء من المغرمين الذين أعتبرهم أذنابًا لغيرهم كانوا يعلمون أولادهم تحية غير المسلمين، يعلمونهم أن يقولوا (باي باي) عند الوداع وما أشبه ذلك.

========================

لقد أفسد بعض الدخلاء على اللغة العربية في منتدانا الحس والذوق بلهجاتهم، بل والله ليست لهجاتهم، لقد استمعت للسعودي وهو يتكلم الدارجة، واستمعت للاماراتي وهو يتكلم الدارجة، واستمعت للعراقي وهو يتكلم الدارجة، واستمعت للمصري وهو يتكلمها، حتى المغربي تكلم عندنا ولم نعاني معه من مشكلة، المشكلة اللغة التي لن اتردد أن أمسيها "زبالة الألفاظ"، حيث ينتقي أبهم وأغمض الفاظ في لهجته ليسوقها لنا، بدل تستشعر احيانا أن البعض يتعمد التهرب من النطق بالعربية، والبعض دمر بنيان الكلمات، فمنهم من يضيف الهمزة على (ال) التعريف، ومنهم من يجعل هاء الضمير تاء مربوطة، ويضع الف ولا يزال البعض يكتب (إنشاء الله) بدلا من (إن شاء الله).
وانظروا إلي فقرة من المزيج اللغوي:
هلقيت مالوا صاحبنا طنجر ههريه مثل الكديسة (احتوت خمس لهجات عربية واخطاء املائية)
أي هجين لفظي هذه التي يتحدث بها بعضنا؟ بصرف النظر عن بلدانهم و لهجاتهم، ولكن أصبح الوضع ممجوجا.

تجاوزنا لغتنا لظرف معين، فرضينا بأن نقول "النوتبوك" بدلا من "الحاسوب المحمول" ونقول الكارد بدل بطاقة لظرف المنتدى، لكن الجهل والألفاظ الممجوجة استفحلت كثيرا.

كنا نقول للناس:
قل غير العاقل ولا تقل الغير عاقل
قل كثير من الناس ولا تقل الكثير من الناس
قل رجال أكفاء (بتسكين الكاف) لا بكسرها وتشديد الفاء لأن الثانية جمع كفيف.
قل شكوت الهم ولا تقول شكوت من الهم.

وأصبحنا نقول "لا تقولوا هنقول ولا هنعطي ولا ههرب"

واعتقد آن الأوان في منتدى (عرب هاردوير) أن يكون (عرب هاردوير) لا (عربجة هاردوير)

وأشكر هذه الأسماء التي تحترم اللغة العربية:
الوليد، الخلف، ابراهيم، محمد كمال، الفجر القادم، ramy 64، ياسر، الأيوبي، Asad_AL_net، عبدالكريم، مينا، عزيز-50، qqw، شلاع العتر، واحد مسكين، Tet_tat، النديم، wobooo.
وغيرهم كثير لم يتسنى لي ذكره.
وكثير حق عليه فساد لسانه واختلاط لهجته والعياذ بالله، فأقول لكل من لا يحترم اللغة العربية في موقعنا، أنت معذور إن كنت جاهلا فتعلم.

ولعلنا بعد فترة نتخذ اجراء يلزم الدهماء بالتزام الصمت او احترام اللغة العربية، قد لا نستطيع أن نسن قانونا لذلك، ولكن لن نتعاون ونرد على اصحاب اللهجات الرديئة.


ملاحظة: نحن بشر ونصيب ونخطئ، وتارة ندخل الدارجة في العربية ولكنها على الاقل مفهومة، واما خلاف ذلك فشر مستطير.