التجربة:
قبل كتابة هذا المقال اتصلت تليفونيا بأحد العاملين في مجال الصيانة وطلبت منه توصيل الباور سبلاي بمصدر الكهرباء ثم فصل الكهرباء ثم قياس فرق الجهد بين لوحي المكثف وكذلك توصيل جهاز قياس شدة التيار بين اللوحين بعد فصل التيار الكهربي ( وذلك لعدم وجود أجهزة قياس عندي حاليا ) وقام بفعل ذلك وأنا معه تليفونيا ويخبرنى بالنتائج التى تظهر أمامه فكانت النتائج هي تسجيل فرق جهد حوالي 150 فولت وكذلك بإعادة التجربة سجل قياسا لشدة التيار ثم بعد عدة ثواني عند إعادة القياس تصبح القراءة صفرا
والسؤال الآن:

لماذا عند إعادة القياس تكون شدة التيار صفر ؟
الجواب :

أنه أثناء القياس الأول انتقلت الالكترونات عبر جهاز القياس من اللوح السالب إلى اللوح الموجب فأصبح في حالة تعادل لذلك ففي القياس الثاني بعد ثواني فإنه لن يمر تيار بسبب التعادل الذي على اللوحين لذلك تكون القراءة صفر
ثمرة التجربة :

عندما يكون المكثف مشحونا بعد فصل التيار الكهربي فإذا قام إنسان بوضع إصبعه على لوحي المكثف فستنتقل الالكترونات عبر جسم الإنسان من اللوح السالب إلى الموجب أي أنه يمر تيار كهربي في جسم الإنسان ويتوقف الضرر على شدته , وقد سبق أن نقلنا أن تيار شدته0.1 أمبير قد يكفي لإيقاف عضلة القلب .
والسؤال الآن :

أن البعض قد لمس لوحي المكثف بعد فصل التيار ولكن لم يتعرض لضرر شديد فما تفسير ذلك ؟!
الجواب :
الإجابة نجدها في النص الآتي من مرجع " أساسيات الفيزياء " للعالم الفيزيائي بوش أستاذ الفيزياء بجامعة دايتون ومراجعة الأستاذ الدكتور محمد عبد المقصود أستاذ الفيزياء النووية بجامعة القاهرة حيث جاء فيه ما يلي : " في معظم أجهزة التليفزيون يوجد مكثف يتم شحنه إلى فرق جهد يبلغ 20.000 فولت . وكإجراء للأمان يتم توصيل مقاوم عبر طرفي المكثف حتى يفرغ المكثف عقب إطفاء الجهاز . افترض أن هذا المقاوم الذي يطلق عليه مقاومة تجزئية كان ------ ما هو الوقت التقريبي الذي يجب انتظاره حتى يمكن لمس المكثف بأمان بعد إطفاء الجهاز ؟
طريقة الحل :...........لذا يجب الانتظار لمدة 100 ثانية قبل لمس المكثف في هذه الحالة ) انتهى
التعليق:
المدة الزمنية المذكورة إنما تتوقف على مقدار المقاومة التي افترضها المؤلف وكذلك سعة المكثف فإذا افترضنا أنه قد حدث أى شىء يؤدى إلى عدم قيام المقاومة بتفريغ المكثف مثل فك أحد لحاماتها بطرفيها أو قطع فى سلك أو غير ذلك مما يؤدىإٌلى قطع الوصلة بين لوحى المكثف فلا يحدث تفريغ لشحنته الكهربية بعد فصل التيار الكهربى ففى هذه الحالة يكون الإنسان معرضا لخطر الموت إذا لمس بإصبعه لوحى المكثف حيث سيمر التيار عبر جسمه من اللوح السالب إلى الموجب

وفى أحد مراجع الصيانة بترجمة وإعداد دكتور مهندس حذر من أن الشحنة الكهربية المخزنة بمكثف منبع التغذية بالشاشة قد تسبب إذابة رأس المفك إذا حاولنا تفريغ الشحنة بملامسة مفك لطرفى المكثف
ولم أجرب ذلك بنفسى ولكن بفرض صحته فإذا كان يسبب ذوبان رأس المفك فما بالك بجسم الإنسان
الخلاصة:

1- أن عدم إصابة الشخص عند لمس المكثف ليس سببه عدم خطورة المكثف أو عدم مرور تيار كهربى أو عدم وجود فرق جهد بين طرفى المكثف , فكل ذلك موجود كما سبق توضيحه ولكن سبب عدم الإصابة هو وجود وصلة (مقاومة) بين طرفي المكثف لتفريغ شحنته بعد فصل التيار الكهربى من مصدر الكهرباء بالحائط
وإذا فتحت الباور سبلاى فستجد بها مكثفين كبيرين (ومكثفات أخرى صغيرة) وأمام كل منهما مقاومة (كما بالدائرة الحمراء بالصورة التى قمت بإلتقاطها) وإذا نظرت خلف تلك اللوحة الإلكترونية فستجد أن كل مقاومة متصلة بطرفى مكثف وذلك لتقوم بتفريغ شحنة المكثف بعد إطفاء الجهاز وفصل التيار الكهربى عنه
https://www.arab3.com/images13/76789522.jpg


2- أننا نتحدث عند فتح الباور سبلاي عند حالة الأعطال والمشكلات وفي هذه الحالة قد يكون حدث خلل في الوصلة بين لوحي المكثف كما ذكرنا فيكون الإنسان معرضا للخطر لذلك يجب أولا تفريغ المكثف بملامسة لوحيه بأي وصلة معدنية

3- أننى أظن أن الأخ الفاضل إنما يقصد بكلامه المكثف بعد تفريغ شحنته وذلك لأنه قد ثبت مما سبق أن المكثف قبل تفريغ شحنته به فرق جهد بين طرفيه ويمر تيار كهربى بينهما عند اتصالهما عبر سلك وأن التيار اللازم لقتل إنسان أقل من واحد أمبير
4- وأخيرا أتوجه له بالشكر لأن مناقشته الطيبة هى التى دفعتنى لتقديم هذا المقال
5- وهو يخص اتجاه التيارالكهربى:
قد ذكرت فى مقال سابق منذ عدة أشهر ما يلى:
(هناك شبه اتفاق – فيما بينهم- على القول بأن الإلكترونات تنتقل من القطب الموجب إلى القطب السالب وهذا هو الاتجاه الإصطلاحى (أي الذي اصطلحوا واتفقوا عليه) للتيار الكهربي وهو المستخدم حتى الآن. أما في الواقع فإن الإتجاه الفعلى الحقيقى للتيار يكون من السالب إلى الموجب ، فهذا أمر معلوم عندهم وهو أن للتيار الكهربى اتجاهين هما الفعلي والإصطلاحى.) انتهى

وهذا الكلام صحيح فيما عدا كلمة " الإلكترونات" فكما ذكرنا فى مقال اليوم أن فى الإتجاه الإصطلاحى أن الذى ينتقل من الموجب للسالب هى الشحنات الموجبة وليس الإلكترونات
أما الإلكترونات فإنها إنما تنتقل من السالب للموجب
وهذا الخطأ ناتج من أننى نقلت فى الماضى من مواقع فيزياء بالنت أو من كتب لمهندسين وعندما ناقشت حاليا طالبا بكلية الهندسة قسم الكهرباء وطالبا آخر بكلية العلوم قسم الفيزياء وكذلك بعض المدرسين الأوائل لمادة العلوم بالمدراس فوجئت بأنهم جميعا وقعوا فى نفس الخطأ ولذلك ففى هذا المقال كان اهتمامى بمراجع علماء الفيزياء وأساتذة الجامعات فهى أوثق من مواقع النت وكتب المهندسين فالمهندس ما هو إلا طالب بكلية الهندسة كان يذاكر المقرر ليجتاز الإمتحان ثم بعد تخرجه قليلا ما نجد أحدهم يستمر فى الدراسات العليا للحصول على الماجستير ثم الدكتوراة ولكننا نجده ينغمس فى مجال عمله وبالتالى فهو بمرور السنين قد ينسى تفاصيل بعض مما درسه فى الجامعة فيما عدا ما يخص مجال عمله الحالى وذلك بخلاف أستاذ الجامعة فى تخصصه
(ولا أنسى أن أسجل إحترامى لكل مهندس يستمر فى البحث العلمى بعد تخرجه)
ولولا خشية الإطالة وضيق الوقت لشرحت بالتفصيل الممل سبب الوقوع فى هذا الخطأ مع التوضيح بالصور والتوثيق بالمراجع
ولكن هذا خارج موضوع الصيانة ولكن كان لابد من بيان بعض الجوانب لذلك كان عنوان المقال:
(مقدمة فيزيائية لفهم المشكلات الكهربية للحاسب والأمان الكهربي)

وأخيرا أعتذر عن الإطالة