السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طالعت على موقع مفكرة الإسلام هذا المقال الجميل والمختصر والذي يعرض فى موجز سريع قصة تأسيس شركة ATi ونجاح مؤسسها كوك يون الذي بدأ حياته كبائع للخضروات وانتهى به المطاف كرئيس لمجلس إدارة شركة ATi ...
أنقله إليكم مع بعض التصرف اليسير في بعض العبارات ..

نجاح ATi




" لكي نتمكن من تحقيق أشياء رائعة، لا يجب أن نكتفي بالعمل، وإنما يجب أيضًا أن نحلم؛ ولا يجب أن نكتفي بالتخطيط، وإنما يجب أيضًا أن نؤمن بإمكانية تحقيق ما نخطط له" أناتول فرانس، كاتب

ATi
هي إحدى الشركات الرائدة في إنتاج البطاقات الرسومية، فقد ساهمت في إحداث ضجة عالمية بعد طرحها أول معالج رسوميات مخصص لكمبيوتر الجيب وللهواتف النقالة، ولعلك تتشوق إلى معرفة خطوات نجاح هذه الشركة وكيف وصلت إلى العالمية فهيا بنا نتعرف على النجاح الباهر.

نشأة مختلفة:

" إن المصباح ليس له أن يقول إن الطريق مظلم، لكنه يقول: ها أنذا مضيء" الرافعي


- بطلنا اسمه كوك يون هو " kwok yuen ho "، المولود في عام 1950 لأسرة كانت ذات عهد سابق بالثراء، فقدته على يد الثورة الصينية الشيوعية، عاش ـ من كان متوقعًا له رغد العيش ـ طفولته في فقر مدقع.

ـ كان كوك أصغر أفراد عائلته، وقضى شبابه في بيع الخضروات التي كانت عائلته تزرعها في حديقتهم، اضطر والده ـ تحت ضغط تكاليف العيش ـ لأن يهاجر إلى هونج كونج ليعمل في مصانعها، حيث أخذ يرسل ما توفر له من دراهم معدودة إلى عائلته، وفي عام 1962 اجتمع شمل الأسرة الكبيرة مرة أخرى في مدينة هونج كونج، في شقة من غرفة واحدة.


بداية النجاح:

"الحياة هي الفرصة التي لا نعرفها .. إلا بعد ان نفقدها" الشيخ محمد متولي الشعرواي


ـ كان موعد كوك الأول مع طريق النجاح هو حصوله على منحة دراسية في جامعة شينج كونج التايوانية، خصصها لدراسة الهندسة الكهربية، وبعد تخرجه في عام 1974، تمكن من العمل في شركات "كنترول داتا" ثم "فيليبس" ثم "ناشيونال"، وأخيرًا شغل وظيفة المدير العام لشركة إلكترونيات "ونج"، والتي ازدهرت في تصنيع وتجميع أجهزة الكمبيوتر.

ـ وفي عام 1984 هاجر كوك إلى كندا، إلا أنه وبالرغم من خبرة عقد من الزمن ودرجاته العلمية المرموقة، لم يجد كوك وظيفة في المهجر تضاهي تلك الوظيفة التي شغلها في هونج كونج.



النجاح يحتاج إلى أمل:

"لا تيأس أبدًا، ولا تستسلم أبدًا" هربرت اتش. هامفري

ـ لا شك أن في حياة كل ناجح لحظات يأس وقنوط، يحولها الأمل إلى لحظات ميلاد النجاح، وبعد تفكير طويل في كيفية تحقيق حلمه, قرر كوك مشاركة بني لو ولي لو، خريجا جامعة تورنتو وأصحاب شركة كمبيوتر ناجحة "كوم واي"، قرر الثلاثة وضع كل شئ على المحك، قرروا وضع كل مدخراتهم ومدخرات أصدقائهم وأقاربهم، لتأسيس شركة تصنيع مكونات أجهزة الكمبيوتر، 300ألف دولار من أجل تأسيس شركة ""Array Technologies Industry أو "ATi" اختصارًا، وظهر أول منتج للشركة وهو عبارة عن بطاقة ترقية تزيد ذاكرة الكمبيوتر وتضيف له مخرج تسلسلي وآخر للطباعة.

ـ تغير أسم الشركة بعد ذلك إلى "Array Technologies Inc" , ثم إلى "ATi Technologies In" ، أو ما يمكن تسميته " تقنيات المصفوفة"، وهذا الاسم كان يرمز إلى الطريقة المتبعة وقتها في تصنيع الشرائح الإلكترونية، وقد استبدلت هذه التقنية بعدها بتقنيات أخرى أحدث منها، لكن الاسم بقى كما هو، الجدير بالذكر أنه في هذا الوقت ، كانت بطاقات العرض من نوع أحادي اللون، وقد تتطلب الأمر الانتظار حتى عام 1986 لخروج أول بطاقة عرض ملونة إلى الأسواق.

ـ انتهزت ATi الفرصة، وطرحت بطاقة عرض أسمتها "في آي بي" وهي وفرت إمكانية الجمع ما بين كل المعايير المتبعة في المنتجات الأخرى المتوفرة في السوق، لقد كانت الشركة تتلمس طريقها لتتخصص في تصنيع الشرائح الإلكترونية المسئولة عن كل ما يتحرك على شاشة الكمبيوتر ـ أو ما نسميه اليوم بطاقات العرض .

ـ وفي عام 1987 كانت بداية التركيز الكامل على هذه الفكرة، خاصة مع إطلاق بطاقتي "ايجا وندرز" و"فيجا وندرز" لحواسيب "آي بي ام".


فشل اليوم نجاح الغد:

"ليس هناك متعة أفضل في الحياة من متعة التغلب على المصاعب، والانتقال من خطوة إلى أخرى، وتكوين أماني جديدة ورؤيتها تتحقق"
صامويل جاكسون


ـ بدأت شركة "ATi" عملها بقوة بستة موظفين فقط، ونظرًا لكونها شركة كندية ناشئة "مجهولة", فقد جعل هذا السبب مصنعي أجهزة الكمبيوتر مترددين في التعامل معها.

ـ وبعد مرور أربعة شهور كان رأس المال قد نفذ بالكامل، تدخل بنك سنغافورة الوطني ليقرض الشركة بعض المال " قرض قدره 300 ألف سرعان ما زاد إلى مليون ونصف.

ـ وعلى الرغم من مشاكل البداية للشركة، لكنها كانت بحاجة لتصميم شريحة إلكترونية واحدة كي تنقذ الشركة من حافة الإفلاس، وجاء الفرج حين وصل طلب شراء من شركة كومودور التي كانت في أمس الحاجة لمن يمدها بشرائح رسومية وبسرعة، وتمكنت ATi من تصنيع 7000 آلاف شريحة أسبوعيًا وتسليمها لشركة كومودور، وبنهاية العام، كانت العوائد المالية بلغت عشرة ملايين دولار.

ـ و في عام 1994 أطلقت الشركة منتجها العبقري شريحة ماخ ،64 وسبب هذه العبقرية أن هذه الشريحة كانت من القوة بحيث تستطيع عرض أفلام الفيديو على شاشة الكمبيوتر دون الحاجة لشرائح إلكترونية إضافية, و في تلك الأيام، كان هذا الأمر أعجوبة.

ـ ومع استخدام هذه الشريحة أصبح بالإمكان تشغيل الأفلام المضغوطة بنظام MPEG-1 على الكمبيوترات دون الحاجة لبطاقات ريل ماجيك غالية الثمن، هذه الشريحة كانت أساسًا لكثير من الشرائح التالية الشهيرة، هذا وقد ساعدت الشركة على طرح بطاقات عرض تسمح بإدخال عروض الفيديو على الكمبيوتر ومن ثم تحريرها وتعديلها، مرة أخرى دون الحاجة لأجهزة متخصصة غالية الثمن.

الطريق إلى العالمية:

"بعض الناس ينجحون لأنهم محظوظون، ولكن معظم الناجحين قد نجحوا لأنهم كانوا مصممين على ذلك" هنري فان ديك


ـ وفي عام 1997 اشترت ATi شركة تي ـ سنج لابز، المتخصصة في تصنيع الشرائح الرسومية، والذي ضم إليها 40 مهندسًا متخصصًا، وفي عام 1998 تخطت عوائد الشركة المليار دولار، وتم اختيار كوك كرجل أعمال العام في كندا، وفي عام 2000 اشترت كذلك شركة أرت ـ أكس " وهي الشركة التي صممت شريحة الرسوميات لجهاز ألعاب نينتندو جيم ـ كيوب" ومنها دخلت في شراكة طويلة مع نينتندو نتج عنها تصنيع الشريحة الرسومية في جهاز نينتندو الجديد.

ـ وفي عام 2002 طرحت ATi أول معالج رسوميات مخصص لكمبيوتر الجيب وللهواتف النقالة، وكان عام 2004 موعدًا لتنحى كوك عن رئاسة مجلس إدارة الشركة، مع استمراره عضوًا في هذا المجلس.

ـ أما عن الإنجاز الكبير الذي حققته كان في عام 2005 عندما تم الإعلان عن إيه تي آي كأكبر شركة تصنيع معالجات رسومية في العالم، إلى جانب الإعلان عن اندماج شركة إيه تي آي مع شركة إيه أم دي لتصنيع معالجات البيانات للحواسيب، في شركة واحدة يتوقع لها الكثير من النجاح.

ـ وما نريد أن نتعلمه من هذه القصة أن كوك لم يعرف طريقًا لليأس, وحاول بشتى الطرق تقديم حلول جديدة بأسعار اقتصادية، مع انتهاز الفرص لتكبير الشركة، وإذا طبقنا هذه القصة على الواقع سنجد أن بعض الناس قد يصيبهم الإحباط نتيجة الوضع الاقتصادي الضعيف لهم, ونقول لهؤلاء الناس أنه: كل من صار على الدرب وصل.