فعلا أخي إنها !!!
عَذيري مِنْ زَمانٍ ظَلَّ يَجْني*
عَلى الْفُصْحى لِيُرْهِقَها فَسادا
حَثا في رَوْضِها الزَّاهي قَتاماً*
وَأَنْبَتَ بَيْنَ أَزْهُرِها قَتادا
وَلَوْلا أَنَّ هذا الذِّكرَ يُتْلى*
لَرَدَّ بَياضَ غُرَّتِها سَوادا
أَجالَتْ طَرْفَها في كُلِّ وادٍ*
فَلَمْ ترَ في سِوى مِصْرٍ مَرادا
فَتِلْكَ مَعاهِدُ الْعِرْفانِ تُدْني*
إلَيْهِمْ خَيْرَ ما يَبْغونَ زادا
وهذا مَجْمعٌ يَحْمي تِلاداً*
ويَبْني طارِفاً يَحْكي التِّلادا
كَأَنَّ عُكاظَ عادَ بِها اشْتِياقٌ*
إلى الْفُصْحى فَكانَ لَها مَعادا
جَرى ماءُ الحَياةِ بِوَجْنَتَيْها*
فَهَنَّأْنا الْيَراعَةَ والمِدادا
وَقُلْنا لِلْمَنابِرِ: ذَكِّرينا*
عَلِياًّ حينَ يَخْطُبُ أوْ زِيادا
فَيَا لُغَةَ النَّبِيِّ سَقاكِ عهْدٌ*
مِنَ الإِصْلاحِ يَنْتَظِمُ الْبِلادا
فَما مِنْ حاجَةٍ لِلْعِلْمِ إِلاَّ*
يُقيمُ لَها بِحِكْمَتهِ سِدادا
يَصونُ هِدايَةَ اللهِ اعْتِزازاً*
بِها وَأَضاعَها قَوْمٌ عِنادا
تَراءى الزَّيْغُ يَنْفُضُ مِذْرَوَيْهِ*
ويَمْسَحُ عَنْ لَوَاحِظِهِ رُقادا
وَمَنْ يَصُنِ الهُدى مُلِئَتْ يَداهُ*
نَجاحاً كلَّما اسْتَوْرى زِنادا
....................
العلامة الشيخ
محمد الخضر حسين
المفضلات