السلام عليكم.

شرف الله عز و جل لغتنا العربية بأن جعلها لغة القرآن الكريم و لغة الخلق أجمعين بعد الممات..

هذا بالإضافة إلى أنها لغتنا الأم التي كان من الواجب على الكثير منا أن نحافظ عليها و أن نعتز بها و بجمالها, لا أن نصبح عبيدا لما يسمى -الوجاهة- و إلى ما شابه ذلك بأن نتفاخر على الآخرين بأننا خريجي الجامعة الفلانية -الناطقة بلغة أخرى غير العربية- حتى نبين لهم أننا -أغنياء و أو لاد ناس متعلمين في بلاد بره- و كل هذه الترهات التي لا تخدم شيئا سوى - المنظرة الفارغة-, طبعا أنا لا أنتقد على الإطلاق تماما فكرة تعلم لغات أخرى بل و أشجعها فنحن مطالبون بالعلم في كل النواحي, و لكن ليس على حساب أن ننسى لغتنا الأم- اللغة العربية- من أجل أفكار وضيعة خلفها إنفتاحنا الزائد على الغرب حتى أننا ورثنا بعض عادته التي لا تمت بصلة لعادتنا الشرقية الأصيلة, بالإضافة إلى تلك الأفكار التي دخلت على من ينحدروا تحت فكرة -شبع بعد جوع- و التي جعلتهم ينظرون إلى أن اللغة العربية - لغة بلدي - و أن من لا يتحدث سوى اللغة العربية هو إنسان - ياي بيئة, مش مودرن -, لا أقول لهم سوى الله يرحم...

هؤلاء لا يعلمون أن اللغة العربية أصبح الإقبال على تعلمها من الغرب أكبر من أي وقت مضى, خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر - والتي أتهم بها المسلمين عامة و العرب خاصة زورا و بهتان لأهداف نعلمها جميعا-, فأتت هذه الأحداث كعامل حفز للغرب لأن يبدؤوا التنقيب عن الإسلام و لغتهم الأساسية -اللغة العربية - بل و قد أعجبوا بها و قدروا قيمتها و ازداد حرصهم على تعلمها, و نحن أهل تلك اللغة ما زلنا على المنظرة محافظون.

إنتابتني حالة من الغثيان عندما شاهدت خطاب السيد/ سعد الحريري و التي أظهرت ضعفه في أساسيات اللغة العربية عندما أخطأ في نطق الكلمات الكلمة تلو الأخرى و تعلثمه في نطق عدد من الكلمات, و ما رأيت في حياتي أي إنسان -غير عربي- لا يستطيع أن يتحدث لغته الأم بهذا الشكل...

أرجو منا أن نقدر قيمة لغتنا العربية و أن نتهتم بها في المدارس و الجامعات بدلا من ركضنا الأعمى خلف كل ما نظنه أنه مدعاة فخر و سبب من أسباب أفضليتنا عى الآخر, حتى لا يصبح مصير بعضنا كمصير الحديث الساخر في الصورة التالية, و أعتذر لكم عن بعض ألفاظها السوقية.







دمتم بخير.