كلاهما ذاكرة ، أي مكان لتخزين البيانات ، ثم استعادتها في وقت لاحق .
لكن ما يميز الذاكرة المخبأة Cache Memory عن الذاكرة العادية ، أنها تستخدم في استخدامات مؤقتة ، وليست دائمة ، مثل أن يتم فيها تخزين البيانات القادمة (التي يتوقع أن يتم طلبها) فيها ، أو البيانات التي تستخدم بكثرة ، أو البيانات التي أصبحت جاهزة حاليا .
تخدم هذه الوظائف غرض تقليل زمن التأخير ، فعندما يطلب المعالج البيانات من الذاكرة العادية ، فانه لا يحصل عليها في الحال ، ولكن بعد فترة من الزمن ،حيث عادة ما تكون سرعة الذاكرة العادية أبطأ كثيرا من سرعة المعالج نفسه ، اضافة الي محدودية التعامل بين المعالج والذاكرة العادية بسبب ضعف القدرة التوصيلية بينهما (عدد الأسلاك) ، أو بسبب السرعة كما ذكرنا .
هنا تظهر فائدة الذاكرة المخبأة ، فهي عادة ما تتواجد بالقرب من المعالجات ، وتعمل بسرعات مماثلة لها ، كما تحتوي علي قدرة توصيلية أعلي ، وهذا يقلل بشدة من أزمان التأخير ، مما يعطي المعالج فرصة الوصول للبيانات التي يرغب فيها بسرعة ، وبالتالي يزيد الأداء اثناء عملية المعالجة .
سمّيت الذاكرة المخبأة باسم Cache ، من الفعل الفرنسي Cacher ، ومعناه يخبأ أو يخفي ، وسبب ذلك أن الوصول لهذه الذاكرة غير متاح للبرامج والتطبيقات بشكل مباشر (في المعتاد)، حيث يتولي المعالج وضع البيانات بنفسه في هذه الذاكرة .
تستخدم الذاوكر المخبأة أيضا في الربط بين الذواكر ذات الأوساط المختلفة ، مثل الربط بين القرص الصلب Hard Disk ، والذاكرة العشوائية RAM ، فالقرص الصلب هنا بطئ جدا ، والذاكرة العشوائية سريعة للغاية بالمقارنة ،وعادة ما تنشأ نقاط اختناق عند نسخ البيانات من القرص الصلب الي الذاكرة العشوائية بسبب فرق السرعة الشاسع بينهما ، لذا توضع ذاكرة مخبأة عالية السرعة Cache في كل قرص صلب ، حيث تسجل فيها البيانات التي يتوقع أن يطلبها المستخدم ، اضافة للبيانات التي يتكرر طلبها ، وعندما تحتاج الذاكرة العشوائية هذه البيانات ، فانها تستخرجها من الذاكرة المخبأة مباشرة ، ولا تنتظرها أبدا من القرص الصلب .
المفضلات