أنا أكره أنتل...سترتفع على الفور إعتراضات من قبيل... "وما شأننا نحن؟ " و "من أنت ياتُرى لتكره أنتل أو تحبها؟" بل أني أكاد أتخيل الاخ عمر وهو يقول حين يقرأ هذه الكلمات " أرِنا لوحة من إنتاجكَ أو معالج ليمكننا أن نتفهم مشاعرك" .
وبداية...أقول إنني مجرد مستهلك أراد أن يدعم ممارساته الشرائية بشئ من العلم، ولا شئ غيره. لكن المنطق كان على الدوام قرين العلم وسنده. ولكوني مستهلك، فهذا يعني أني ( والاصح جيبي) الهدف وحجر الزاوية في نشاط شركة أنتل وكل شركة أخرى، تصوروا مصير شركة لا يشتري منتجاتها أحد....
إذن ، ما دمتُ أملك ، وراغب بالشراء ..يحق لي تكوين رأي في أي شركة، سلبي أو إيجابي ، أُرسيه على الحقائق التي أراها ماثلة أمامي مُسندة بالعلم ومزكاة بالمنطق. واليوم ، وأنتل على مفترق طرق بعد أن تناهت مؤخرا" أخبار إنخفاض أرباحها بل وخسائرها وتعويلها على مُنتج جديد " تتعشم" أن يعيد لها ما تعودته من مال وفير وسمعة طاغية...اليوم يكتسب رأيي هذا قوة وحساسية ، فأنا أطرحه وأناقشه في منتدى عام أعضاؤه الالاف من المستهلكين العرب .
هلموا الان الى الحقائق....لا ، لن أتحدث عن العلاقة السوبر - حميمة بين أنتل وأسرائيل. سبقني أخوة اخرون لذلك وأوضحوا حقائق صارخة وأرقام دامغة لكني سأُطرق نقاط أخرى.
كانت هناك منذ بضع سنين شركات أخرى لانتاج المعالجات إضافة لانتل وAMD منها شركة سايركس وشركة ناشنال سيميكوندكترز ، وقد يتذكر البعض من أخوتنا أن سايركس قدمت لدنيا المعلوماتية معالج متميز هو M3 وكان يمكنها أن تقدم أكثر، لكن شركة أنتل- وبشهادة الجميع- شنّت حرب منافسة شعواء على هذه الشركة وخنقتها بعد أن خنقت من قبلها ناشنال، لولا أن تدخلت VIA وإشترت سايركس. فكروا معي كم خسرنا من إنجازات متطورة كان يمكن لسيركس أن تقدمها لولا جشع أنتل .
هل تعرفون بماذا خنقت أنتل منافسيها؟ بمعالج سيليرون الذي لايحتوي ذاكرة كاش والذي أمكنهم لذلك بيعه بأرخص الاسعار بعد أن مهدوا بحملة تسويقية جهنمية جعلت الناس تندفع زرافات ووحدانا لشرائه ثم يكتشفوا بعدها هزالة إدائه وحجم خديعة أنتل.
ثم كان أن أنتجت أنتل لوحة أم في عام 1988 بعد الدعاية المعتادة ، وإذا بمن إشترى يُفاجأ بأن جهاز الكومبيوتر القائم على هذه اللوحة يجمع 5 + 1 ويعطيك الناتج 35 أو 4367 أو.... فكانت الفضيحة ، وكان أن سحبت أنتل اللوحات جميعها بعد أسبوع من طرحها وعرضت التعويض المالي لمن إشترى. هذه اللوحة هي D820. السؤال المنطقي الان...كيف خرجت هذه اللوحة من مختبرات أنتل وصادق عليها خبرائها ذوي القبعات والكمامات البيضاء الى المستهلكين؟
وعطفا" على موضوع العلاقة القلبية بين أنتل وأسرائيل....أدعوكم للتساؤل معي عن سر ظهور هذه اللوحة بالذات في بعض الدول العربية منذ سنتين؟ وما مصدر توريدها؟
أكتب ما أكتب لكم عن أسباب كرهي لأنتل...وجهازي قائم على لوحة من إنتاجها. تناقض وإزدواجية عربية معهودة ؟ كلا وألف كلا ...إنما هو صبرٌ على حصرم حتي يستوي عنبا. ولابد من بديل مهما طال السفر(تحياتي لأهل صنعا).بالعودة الى لوحتي...فقد تركت أنتل دعمها وفيها مشكلة خطيرة ، تعترف الشركة بها وتقول بصراحة أنها لاتملك لها حلآ". المشكلة تتلخص بأن اللوحة لا يمكن أحيانا" أن تتعرف على قرص IDE إذا رُبط كتابع Slave على القناة الرئيسية مع قرص سيد!!
من المؤكد أنكم صادفتم لوحات أم من إنتاج أنتل للمعالج بنتيوم 4 بمقبس 423 و478 وتستعمل ذاكرات SDR وإحترتم في جمود هذه اللوحات وبطئها. السبب...مخالفة تصميمية خطيرة ومنكرة. عرض القناة للمعالج 400 فيما عرضها 133 للذاكرة، بالضبط كما ينتهي أوتوستراد دولي سريع الحركة بزقاق ضيق في حارة شعبية.
أنا أحمد الله أن خبراء الذاكرات نجحوا بأختراع وتطوير ذواكر DDR وأنقذوا البشرية جمعاء من حلف إحتكاري غير مقدس بين أنتل وشركة رامباص التي أخترعت ذواكر RDR وإحتكرت إنتاجها وتسعيرها بأعلى الاثمان. فكروا معي...كم من الناس كان سيُحرم من إقتناء كومبيوتر لو فرض هذا الحلف نفسه؟
أنظروا الى تعقيد تصميم مبرد المعالج LGA775 الذي كان يُفترض أن يحل مشاكل الحرارة في سلفه478 . ماذا لدينا؟ يكفي أحيانا" أن نركب شريحة ذاكرة لتفلت إحدى الارجل من مكانها...و"أنتل إنسايد" 60 ،70 ،80 ...و "جيبلو موية من النيل الابيض".
موقع توم هاردوير يقول دُعينا من أنتل لأجراء إختبارات ومقارنات بين معالجهم الجديد، بعد عمل بعض التعديلات عليه، ومعالج AMD ...ففاز الانتل !! هل هذه الفبركة القديمة كافية لتجعلني أقتنع بتفوقهم التقني حقا"؟ أليس الامر تكرار لحملاتهم التسويقية القديمة مع السليرون والويلاميت و و...؟
هذا غيضُ من فيض...إضطررتُ له ولم أسعَ، وأنه رأي ...قصدتُ به التوعية.
إن الشق السياسي، وهو مالم أتناوله في حديثي، يكفي لوحده لكي يتوقف كلٌ منّا عن دفن رأسه بالرمال، ويتخذ موقف.
النديم