قامت NVIDIA بشراء ULi في شهر مارس من السنة الحالية لحاجتها لبعض التقنيات المسجلة لـ ULi. في اعتقادي سبب شراء NVIDIA لـULI هو إعطاء ضربة لـATI اللتي كانت تواجه مشاكل في تصنيع شريحة الـSouthbridge لشرائحها. الكثير من شركات تصنيع اللوحات استخدمت شرائح من ULi لحل هذه المشكلة. الآن بعد أن اشترت NVIDIA شركة ULi، تجدATI نفسها في وضع حرج: هل توجه المزيد من مصادرها إلى قسم الشرائح أو تواصل منافستها الشرسة لـNVIDIA في مجال المعالجات الرسومية؟

مما جعل الوضع أكثر حرجاً هو أن تقنية CrossFire منATI لم تقدم الأداء المتوقع منها. ليس هذا فحسب، بل لاستخدام تقنية CrossFire يضطر المستخدم لشراء بطاقة CrossFire خاصة. تقنية SLI من NVIDIA لا تتطلب إلا أن تكون البطاقتين من نفس النوع مما يجعل عملية التطوير أقل تكلفة وأقل تعقيداً.

عندما سمعت أن Advanced Micro Devices (AMD) اشترتATI أحسست بمرارة وغصة في حلقي. شركة ATI تعد من الشركات الكندية الناجحة في مجال المعالجات الرسومية وشراء AMD لها يزيد من تحكم الشركات الأمريكية في سوق العمل الكندي أكثر فأكثر. ولكن هذا موضوع ليوم آخر. سأحاول أن أركز هنا على أسباب ومصالح AMD في شراء ATI وماذا تعني هذه العملية للمشتري العادي والمشتري المتقدم.

AMD تواجه منافسة شرسة من عملاق المعالجات Intel خصوصا بعد إصدار الأخيرة لمعالجاتها الجديدة Core 2 Duo واللتي أثبتت تفوقها على أحدث المعالجات من AMD. كلنا نعلم أن AMD متأخرة في خط انتاجها عن Intel بحوالي 12-14 شهراً. شركةIntel تنوي إصدار معالجاً بنواة 45nm مع بداية 2008 بينما لم تقم AMD بالانتقال إلى تقنية الـ 65nm بعد. الشركة بحاجة إلى دفعة في مجال تطوير معالجاتها الجديدة والتقنيات التي حصلت AMD عليها من ATI قد تفي بالغرض. ما علينا إلا أن نتخيل معالجات AMD بتطويرات من ATI في مجال معالجة الرسوميات والفيديو. يجب ألا ننسى أيضاً أن خبرة ATI في مجال الشرائح الداعمة قد تساعدAMD على تطوير وحدة الذاكرة المدمجة في معالجاتها.

AMD تواجه مشاكل كبيرة في إنتاج الشرائح الداعمة لمعالجاتها. كلنا نذكر شرائح AMD750, 760 وبالطبع ال760-MPX. هذه الشرائح على الرغم من كونها ثابتة لأبعد الحدود، لم تكن بالأداء المطلوب لمنافسة Intel. شرائح ATI أثبتت قوتها في السوق مؤخرا بشريحة CrossFire 3200. شراء AMD لتقنيات ATI سيعطي دفعة قوية لهذه الشرائح. ليس هذا فحسب، بل سيمكنAMD وللمرة الأولى من دمج معالج رسومي مع شرائحها كما تفعل Intel. هذا سياسعد AMD كثيرا في برنامجها الجديد AMD Live! وهو عبارة عن جهاز كمبيوتر لغرفة المعيشة يتضمن كل برامج المستخدم السمعية والمرئية من أفلام وملفات صوتية وصور. طبعاً هذه الأجهزة ليست جديدة ولكن AMD تعد بأن جهازها سيكون مميزاً من حيث البرامج المضمنة فيه. شراء ATI سيكون داعماً كبيراً في هذا المجال.

فشل AMD في مجال المعالجات المدمجة للأجهزة المحمولة كمشغلات الـMP3 والـPDA سبب آخر لتفكر AMD في ATI. تقنيات الأخيرة في مجال المعالجات الرسومية للأجهزة المحمولة قد تكون جذاباً. قد يكون الوقت متأخراً الآن لإنقاذ معالجات AMD ALCHEMY حيث أن الشركة صدَّرتهم إلى شركة Raza، ولكن ما يسعنا إلا أن ننتظر ونرى.

الحقيقة هذه بعض الأمور الإيجابية التي أراها من شراء AMD لـATI. لماذا الحسرة إذاً؟

شراء AMD لـATI سيؤدي إلى تعقيد الأمور في مجالات كثيرة. AMD لها علاقات قوية جداً مع NVIDIA ، أكبر منافس لـATI في مجال المعالجات الرسومية. ليس هذا فحسب، ولكن NVIDIA تعتبر أكبر مصنع للرقاقات لمعالجات الـAMD حالياً وفكرة أن AMD اشترت منافستها لتصنع رقاقاتها بنفسها قد لا تروق لـNVIDIA.

من طرف آخر، ATI تصنع رقاقات لمعالجات Intel. على الرغ من أن Intel لن تمانع عدم تصنيع ATI لشرائح داعمة لمعالجاتها، سيفتقد السوق إلى لاعب أساسي مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. بالإضافة إلى أن خيار استعمال بطاقتي عرض سيكون محصوراً كلياً لبطاقاتNVIDIA في حالة استخدام معالجات Intel .

الأمر الأكثر إيلاماً في عملية الشراء هو أن هدف AMD من الشراء هو تطوير قسم الشرائح الداعمة من ATI مما قد يؤدي إلى إهمال AMD لسوق بطاقات العرض المتقدمة. سيكون من المحزن أن تكون بطاقات ال Radeon 1950 آخر ما تنتجه ATI لينافس بطاقاتNVIDIA الحالية. هذا سيؤدي إلى أن تباطؤا التطوير في مجال بطاقات العرض والذي لم يصل إلى ما وصل إليه اليوم إلا بسبب المعارك الشرسة بين ATI و NVIDIA . أنا لا أقول أن AMD ستهمل هذا الجانب، ولكنني أعتقد أنها لن توليه الأهمية القصوى وهي تحاول إنقاذ الشركة الأم من وطأة Intel.