رأيت الحديث الذي دار حول الذكر الجماعي وأحببت أن أنوع على مسائل حتى لا يختلط الحابل بالنابل.

النقطة الأولى أن كون الشيخ "فلان" أفتى بفتوى فهذا يبقى في دائرة "الرأي" غالبا، وليس حكم الدين، بعض الأخوة هداهم الله يفترض أنه إذا قال "قال الشيخ فلان" فكأنها ينزلها بمنزلة النص، فينبغي الاتلفات لمثل هذا الأمر.

الأمر الثاني ما يخص الذكر الجماعي، أقولها بصراحة وأسأل أي أخ، إذا التزمت ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الطاعة والعبادة والسنن التي أثرت عنه، هل تعتقد بأنه فاتك شيء من الخير؟
سنتفق أنه لن يفوتنا شيء من الخير، فلماذا نزيد على العبادة من عندنا ما لم يأذن به الله ولا رسول الله؟
ولقد جربت ذات مرة أن استن بهدي النبي صلى الله عليه وسلم كاستنان العلماء بحيث احاول أن أعمل كل سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، فنهضت الفجر وصليت سنة الفجر وصليت الصبح وجلست أذكر الله وأذكار الصباح وخرجت من المسجد، وصليت بعدها الضحى 4 ركعات ثم جاء الظهر، وعلى هذا المنوال، بقيت عدة أيام، شعرت بشعور لم أشعره في حياتي، راحة واطمئنان وتوفيق في حياتي اليومية، ولا أدري يا أخوتي ماذا احتاج أكثر من ذلك، وكفاني ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
الذكر الجماعي فضلا عن كونه بعيدا عن الهدي فإن الإنسان لا يأمن على نفسه من الرياء، والأصل أن الفرائض يجهر بها الإنسان إقامة للشريعة وأن النوافل بين العبد وربه، وهذا يستفاد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

الأمر الثالث: قضية البدعة الحسنة والبدعة السيئة
بعض الأخوة يزعم بأنه لم يقل بها أحد من العلماء:
يقول شيخ الإسلام "ومعلوم أن كل ما لم يسنه ولا استحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من هؤلاء الذين يقتدي بهم المسلمون في دينهم فإنه يكون من البدع المنكرات ولا يقول أحد في مثل هذا إنه بدعة حسنة، إذا البدعة الحسنة - عند من يقسم البدع إلى حسنة وسيئة - لا بد أن يستحبها أحد من أهل العلم الذين يقتدى بهم ويقوم دليل شرعي على استحبابها وكذلك من يقول : البدعة الشرعية كلها مذمومة لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : { كل بدعة ضلالة } ويقول قول عمر في التراويح : " نعمت البدعة هذه " إنما أسماها بدعة : باعتبار وضع اللغة . فالبدعة في الشرع عند هؤلاء ما لم يقم دليل شرعي على استحبابه . ومآل القولين واحد، إذ هم متفقون على أن ما لم يستحب أو يجب من الشرع فليس بواجب ولا مستحب، فمن اتخذ عملا من الأعمال عبادة ودينا وليس ذلك في الشريعة واجبا ولا مستحبا فهو ضال باتفاق المسلمين".

1- أن مصطلح البدعة الحسنة مصطلح متأخر جدا لذلك لا تجده عند كتب الفقه القديمة المعتمدة.
2- أن تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة هو اجتهاد لا يأثم عليه من قال بهذا إلا إذا أدى به ذلك إلى تحويل البدعة إلى سنة يستحب فعلها.
3- أن بعض أهل العلم ممن تكلم بمعنى البدعة الحسنة لم يقصد به شرع ما لم يأذن به الله وإنما وسيلة يتم إضافتها لتيسير العبادة، كمكبرات الصوت للأذان أو أو فرش السجادة الإضافية للإمام لتمييز مكانه أو ظهور المئذنة أو التسبيح بالمسبحة، لأنه لا يزال بعض أهل العلم يقول أنها من البدع، فمن قصد بالبدعة السيئة مثل هذه الأمور دون إضافة في الدين فلا اثم عليه.
4- بعض من تحدث بمصطلح "البدعة الحسنة" اضاف من الخزعبلات والبدع والانحرافات ما لا يقبله عقل مسلم على الفطرة فضلا أن يقبله أهل العلم، فهؤلاء يوسمون بالمبتدعة شائوا أم أبو، وهم من شر الناس لتجرأهم على دين الله وفعلهم هذا هو أشر فعل بعد الكفر والشرك هذا إذا لم تكن بدعم مكفرة، أما إذا كانت مكفرة فهم الأشر.

بعد هذا، لا يهمني كثيرا اختلافي مع اخي الذي يقول بوجود البدعة الحسنة دام أنه لا يضيف إليها ما لم يأذن به الله، ولا يضع سنن (بدعا) جديدة من عنده مخالفا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.