المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ramy 64
لا يمكن كشف جهاز الـ GPS حتّى لو اجتمع أعتى علماء العالم لوضع طريقة لذلك، و ذلك لأنّ جهاز الـ GPS لا يبثّ أيّة إشارة، بل يعتمد على تحليل الإشارات التي تبث من أقمار اصطناعيّة مخصّصة لهذه الغاية حتّى يقوم بتحديد موقعه.
للمزيد من التّفاصيل:
1- يوجد حول الكوكب 29 قمراً صناعيّاً مخصّصاً لنطام الـ GPS، و 27 قمراً منها تعمل بشكل مستمرّ، و الإثنين الباقية هي احتياط ففي حال أصاب أحد الأقمار عطل مفاجئ.
و هذه الأقماء الـ 27 تغطّي الكرة الأرلاضيّة المقسّمة إلى 9 أجزاء، حيث يغطّي كلّ جزء 3 أقمار.
2-مهمّة كلّ قمر أن يستمرّ لحظة بلحظة ببثّ إشارة تتضمّن معلومات عن شيئين، 1-مكانه بالضّبط في تلك اللّحظة، 2-توقيت اللّحظة نفسها.
3-مهمّة جهاز الـ GPS هي استقبال الإشارة من الأقمار الثّلاث، و ثمّ حساب بعده عن كلّ قمر و بذلك يكون قد حدّد مكانه على الخريطة العالميّة، و يتمّ حساب البعد بين الجّهاز و القمر الصّناعيّ عن طريق حساب التّأخير الذي احتاجته الإشارة لتصل من القمر إلى الجّهاز، يعني مثلاً إشارة السّاعة السّادسة صباحاً و صفر دقيقة و 6.001 ثانية إذا وصلت إلى الجّهاز في السّاعةالسّادسة صباحاً و صفر دقيقة و 6.002 ثانية، فهذا يعني وجود تأخير في الإشارة قدره 0.001 ثانية، و إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ سرعة الإشارة هي 30000 كيلو متر في الثّانية، فاستغراقها 0.001 ثانية لتقطع المسافة يعني أنّ المسافة هي 1000 كيلومتر، و ذلك تكون قد تحدّد المسافة بين الجّهاز و القمر الأوّل، ثمّ يقوم بنفس العمليّة مع القمر الثّاني ة الثّالث و بذلك يتمّ تحديد موقع الجّهاز على خريطة العالم..
الآن قد يبرز سؤال و هو:
لماذا ثلاثة أقمار تحديداً؟
و الجّواب بسيط:
تخيّل وجودك في مدينة تعرف فيها ثلاث أشخاص فقط، كلّ شخص منهم موجود معك على الهاتف ليخبرك كم تبعد عنه بالضّبط، و في نفس الوقت أنت تعلم جيّداً أين يقع منزل كلّ منهم و لكن المشكلة أنّك لا تعلم أين أنت (كما يحصل في حالة جهاز الـ GPS)، عندما يخبرك الشّخص الأوّل أنّك تبعد عنه مسافة 700 متر، فهذا يعني أنّك موجود في أي نقطة من محيط دائرة نصف قطرها 700 متر و مركزها الشّخص الأوّل، فهذا لم يكن كافياً لتحديد موقعك، الآن ستسأل الشّخص الثّاني و الذي يقطن في مكان قريب من الشّخص الأوّل عن موقعك و سيخبرك أنّك تبعد عنه مسافة 400 متر، فهذا يعني أنّك موجود في أي نقطة من محيط دائرة قطرها 400 متر و مركزها الشّخص الثّاني، و لكن في نفس الوقت أنت موجود في محيط دائرة الشّخص الأوّل، و لكي تكون موجود في محيط الدّائرتين معاً فيجب أن تكون موجود في نقط التّقاطع بين هاتين الدّائرتين، و أي دائرتين قريبتين تتقاطعان بنقطتين اثنتين، و كما نلاحظ هذا أيضاً لم يكن كافياً لتحديد موقعك فأنت لم تعلم في أيّ النّقطتين أنت، لذلك ستستعين بالشّخص الثّالث لتسأله عن المسافة بينك و بينه، و سيخبرك أنّك تبعد عنه (كذا) متر، و هنا تقوم بحساب البعد بين كلاً من النّقطتين و مكان الشّخص الثّالث، و النّقطة التي تنتطبق عليها المسافة المعطاة من الشّخص الثّالث هي النّقطة التي أنت موجود بها..
المفضلات